شركاء في صناعة المستقبل
مساع لخفض وفيات الاطفال في الاردن الى 11.3 وفاة لكل الف عام 2015
مساع لخفض وفيات الاطفال في الاردن الى 11.3 وفاة لكل الف عام 2015
الخميس, 9 أيار 2013

 

شدد متخصصون طبيون على ضرورة تكاثف الجهود الوطنية المعنية والمنظمات الدولية العاملة في المملكة لخفض وفيات الاطفال حديثي الولادة لتصبح 11.3 وفاة لكل الف ولادة حية في عام 2015 ،مقابل 17 حالة وفاة في عام 2012.

جاء ذلك خلال ورشة عمل التأمت في عمان اليوم الخميس بعنوان "نحو خطة وطنية لخفض وفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن" هدفت الى تشاور واضعي السياسات والخبراء والجهات المختصة حول تخفيض معدلات وفيات الاطفال لتسريع التقدم نحو تحقيق الاهداف الانمائية للألفية،وخاصة الهدف الرابع منها والمتعلق بتخفيض وفيات الاطفال وصياغة أجندة التنمية لما بعد عام 2015.

واكد المشاركون في الورشة التي نظمها المجلس الاعلى للسكان ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) وبمشاركة القطاعات الصحية ذات العلاقة وممثلين عن المستشفيات الخاصة والحكومية والجامعية ان الظروف مواتيه لتحقيق خفض الوفيات من خلال الوعي المجتمعي والتشديد على الاجراءات الطبية.

وتسعى ورشة العمل الى الخروج بخطة عمل موحدة بين الجهات المعنية تحدد المداخلات ذات الأولوية نحو خفض وفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة بالاستناد الى نتائج "الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن في عام 2012 " والتي تم تنفيذها بالتعاون ما بين المجلس الأعلى للسكان،ووزارة الصحة و(اليونيسف) وممثلين عن مختلف القطاعات الصحية المعنية في الاردن بمشاركة فريق بحثي متخصص،تم اطلاق نتائجها في الشهر كانون الثاني الماضي وقال مدير ادارة المستشفيات الدكتور احمد قطيطات في افتتاح فعاليات الورشة ان وزارة الصحة تقوم بتأمين الخدمات الصحية للمواطنين وتحسين جودتها ووضع الاستراتيجيات والبرامج لسد الفجوات والوصول إلى تحقيق الأهداف الإنمائية وإلى مجتمع صحي معافى.

ولفت الى ما حققه الأردن من إنجازات في المجال الصحي وعلى جميع المستويات وبشكل خاص المتعلقة بصحة الطفل،اذ شهدت وفيات الأطفال انخفاضاً ثابتاً على مدى العقدين الماضيين وفقاً للتقرير الأولي لمسح الصحة الأسرية والسكان الاخير الذي أظهر انخفاض نسبة وفيات الرضع من 23 وفاة لكل الف ولادة حية لعام 2009 لتبلغ 17 وفاة لكل الف ولادة حية عام 2012.

وقال قطيطات على الرغم من هذا الانخفاض في وفيات الرضع إلا أن وفيات حديثي الولادة شكلت ما نسبته 82 بالمئة من وفيات الرضع بشكل عام،ما يدعو الى العمل معاً لتطوير السياسات والاستراتيجيات ووضع الخطط والبرامج التي تستهدف معالجة الأسباب الكامنة وراء هذه النسبة من الوفيات لتحقيق الأهداف الإنمائية الألفية.

واشار الى نتائج "الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن" والتي أظهرت أن 42 بالمئة من وفيات حديثي الولادة حدثت خلال اليوم الأول بعد الولادة وأن 79 بالمئة من الوفيات وقعت خلال الأسبوع الأول بعد الولادة.
واوضح مدير ادارة المستشفيات في وزارة الصحة الدكتور احمد قطيطات أنه بتحليل النتائج يتبين أن هناك فرصة للعمل على تجنب 74بالمئة من هذه الوفيات والحيلولة دون وقوعها بتجنب أسبابها وباستخدام أساليب الرعاية الأمثل.

ودعا الى العمل على وضع الخطط والبرامج لمعالجة الأسباب مع التركيز على العناية الخاصة في الأسبوع الأول وعلى اليوم الأول بعد الولادة بشكل خاص من خلال تضافر الجهود الوطنية من مختلف القطاعات الصحية والمنظمات الدولية والمحلية ومنظمات المجتمع المدني للعمل على إيجاد الحلول واقتراح الاستراتيجيات ووضع الأولويات والبرامج الصحية وتوفير الدعم المالي والتشريعات لتنفيذ ما يتم التوصل إليه من قرارات واستراتيجيات.

من جهتها اكدت أمينة عام المجلس الدكتورة رائده القطب مشاركة المجلس مع المؤسسات الرسمية والأهلية في المناقشات والمشاورات المتعلقة بصياغة أجندة التنمية لما بعد عام 2015 وأن نتائج مشاورات اليوم ستقدم الى اللجنة رفيعة المستوى في الأمم المتحدة لصياغة أولويات التنمية المتعلقة بالأردن.

وبينت أن ورشة العمل هذه تأتي ضمن دور المجلس المتمثل في دعم هذه المشاورات من خلال تحديد واضعي السياسات والخبراء للطرق الأنسب لخفض نسبة وفيات الاطفال الخداج وما حول الولادة وتضمينها في خطة عمل موحدة تحدد المداخلات ذات الاولوية والتي يتوجب العمل عليها بالتنسيق مع الشركاء والجهات المعنية.

وشددت القطب على أهمية الوقوف على كافة الامور المتصلة بوفيات الاطفال دون الخامسة بمن فيهم الوفيات أثناء الحمل والولادة وما بعد الولادة والتي تشكل غالبية وفيات الاطفال الرضع كشرط أساسي لتحقيق الاهداف الانمائية للألفية وبشكل خاص الهدف الرابع منها والمتعلق بخفض معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بمقدار الثلثين ما بين عام 1990 وعام 2015.

قالت ان استعراض مؤشرات ونتائج "الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن 2012" يظهر جلياً أن معدلات وفيات الأطفال الرضع ما زالت بحاجة الى بذل المزيد من الجهد والعمل الجاد والمشترك لتحقيق هدف الأردن بتخفيضها من 17 لكل 1000 ولادة حية عام 2012 الى 11.3 لكل 1000 ولادة حية عام 2015.

ورحبت ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في الأردن دومينيك هايد بقرار الأردن ممثلاً بوزارة الصحة بتوقيع (وثيقة التعهد نحو صحة أفضل للأطفال).

واعربت عن أملها في استمرارية التعاون لضمان حقوق كافة الاطفال في الحصول على بداية جيدة لحياتهم والتمتع بحق الحصول على خدمة صحية جيدة وتغذية كافية.

واوضحت هايد أهمية التطرق لموضوع وفيات الاطفال حديثي الولادة كموضوع طارئ يساهم في الحفاظ على حياة الاطفال وتحقيق الاهداف الانمائية الالفية مع حلول عام 2015.

وعرض عضو فريق "الدراسة الوطنية لوفيات الأطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن 2012 " الدكتور يوسف قاعود ابرز ما اظهرته نتائج الدراسة ومنها ان معدل ولادة الجنين ميتاً بلغ 11.6 لكل الف ولادة من مجموع الولادات، في حين كان معدل وفيات حديثي الولادة 14.9 لكل الف ولادة من مجموع الولادات الحية، ومعدل وفيات الأطفال في فترة ما حول الولادة هي 23.7 لكل الف ولادة من مجموع عدد الولادات الحية.

وبينت الدراسة أيضاً أن السبب الرئيسي لوفيات الاطفال حديثي الولادة يعود إلى متلازمة الاجهاد التنفسي يليه التشوهات الخلقية، وتعفن الدم ومن ثم الاختناق.

وحددت الدراسة مواطن الخلل في النظام الصحي المساهمة في إحداث الوفيات والتي يمكن تحسينها للحد من هذه الوفيات، اضافة الى تقييم الخدمات الصحية الخاصة بالولادة وصحة الام والمواليد وتقييم نظام رصد وتسجيل وفيات الاطفال حديثي الولادة وما حول الولادة في الأردن.

للاطلاع على الخبر التلفزيوني اضغط هنا