شركاء في صناعة المستقبل
تقديرات للامراض المزمنة تنذر بخطر ارتفاع عدد الوفيات والتكاليف الاقتصادية
تقديرات للامراض المزمنة تنذر بخطر ارتفاع عدد الوفيات والتكاليف الاقتصادية
الأربعاء, 27 شباط 2013

 

انذرت نتائج تقديرات حجم بعض الامراض غير السارية وعوامل الإختطار المتعلقة بها للشباب والتي تؤشر على زيادة معدلات الاصابة بتلك الامراض، بخطر ارتفاع عدد الوفيات وزيادة التكاليف الاقتصادية والاجتماعية، ما يشكل تحديا للنظام الصحي والتنمية الاقتصادية.

واظهرت التقديرات التي اطلقت نتائجها اليوم الاربعاء في مؤتمر صحافي في المجلس الاعلى للسكان انه في حال بقيت معدلات انتشار الامراض غير السارية ثابتة على مستواها الحالي فان حجم الانتشار المتوقع لها يظهر زيادة كبيرة تنذر بالخطر وتشكل تحديا للنظام الصحي وللإنتاجية والتنمية الاقتصادية.

وقالت امينة عام المجلس الدكتورة رائدة القطب، أن العبء الناجم عن معدلات انتشار الأمراض غير السارية آخذ في التنامي تماشياً مع التحول الديموغرافي الذي يشهده السكان في المملكة؛ وأن التصدي ومنع انتشار هذه النوعية من الامراض يشكل تحدياً من أكبر تحديات الصحة العامة في الاردن والتي تؤثر وبشكل مباشر على التنمية المستدامة.

واعد تقديرات حجم بعض الامراض غير السارية وعوامل الإختطار المتعلقة بها للشباب في الفئة العمرية 18-34 في الاردن للأعوام 2007 - 2050 المجلس بدعم فني من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (ايمفنت) والفريق الوطني الفني للإسقاطات السكانية.

واوضحت القطب ان اعداد هذه التقديرات وتحديدها بفئة الشباب يأتي انطلاقاً من مهام المجلس في اقتراح السياسات السكانية المبنية على المعلومات وكسب التأييد لها، خصوصا ان فئة الشباب 18- 34 سنة تشكل نسبتها حالياً 36 بالمئة من سكان المملكة (بما يمثل حوالي مليونين و315 الف نسمة).

وقالت "ان نتائج الإسقاطات السكانية التي قام المجلس بإعدادها بالتعاون مع دائرة الاحصاءات العامة عام 2011 اظهرت أن الأردن سيواجه نمواً في أعداد الشباب مستقبلاً وهي المجموعة الأساسية التي يأتي منها طلبة التعليم العالي والداخلون الجدد إلى سوق العمل والذين يشكلون محور الفرصة السكانية، الأمر الذي يتطلب أهمية الاستثمار في هذه الفئة واعدادها صحياً لتعزيز مساهمتها الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع ورفع انتاجيتها".

وفيما يتعلق بالهدف من اعداد تقديرات لمعدلات انتشار الأمراض غير السارية بين الشباب في الفئة العمرية 18-34 سنة للأعوام المقبلة قالت القطب أنها ستساهم في تحقيق مكاسب للتنمية اذ أن الصحة هي أهم محركاتها ومن خلال قياس مدى انتشار هذه الأمراض في المستقبل، وتلبية الاحتياج الوطني إلى تقديرات عدد المرضى المصابين بالأمراض غير السارية يمكن أن نعزز نظام الصحة العامة في الأردن للتعامل مع هذه الأمراض من خلال ضمان توفر المعلومات الوبائية والاستراتيجية للجهات المعنية وخاصة المؤسسات البحثية والقطاع الصحي".

وأضافت القطب ان هذه التقديرات ستمكن مخططي برامج الخدمات الصحية ومساعدتهم في رسم السياسات الصحية الوطنية في البرامج والبحوث المستقبلية للحد من عبء الامراض غير السارية بالاستناد الى نتائج الاسقاطات السكانية، وتلافي التكاليف الباهظة الاجتماعية والاقتصادية لهذه الامراض من خلال تزويدهم بالمعلومات حول تقدير معدل انتشار الأمراض غير السارية (ارتفاع ضغط الدم، السكري، السمنة) وعوامل الاختطار (ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، زيادة الوزن) واتجاهاتها في السنوات الــ40 المقبلة في الأردن.

وقال ممثل الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية الدكتور عادل البلبيسي أن الدراسة قامت باعتماد سيناريوهين لمعدلات الانجاب وهما الثابت ويمثل معدلات الانجاب الحالية 3.8 طفل لكل امرأة في فترة الانجاب، والمتوسط الذي يفترض انخفاض تدريجي في معدلات الانجاب، كما تم ربط التغير في أعداد الشباب في الفئة العمرية (18-34 سنة) بسيناريوهات خاصة بالأمراض وعوامل الاختطار لهذه الفئة، بالاستناد على بيانات المسح الذي أجرته وزارة الصحة عام 2007 كسنة أساس لتقدير التغير في حجم الاصابة بالأمراض وعوامل الاختطار.

واضاف، بالاستناد الى بيانات مسح وزارة الصحة لعام 2007 كسنة أساس لتقدير التغير في حجم الاصابة بالأمراض وعوامل الاختطار، اذ كان عدد المصابين بمرض ضغط الدم بين الشباب 86 ألف إصابة لعام 2007، فيما يتوقع ان يبلغ هذا الرقم 118 الف اصابة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لسنة الاساس على حالها وذلك وفقا لسيناريو ثبات معدلات الانجاب.

وحسب سيناريو انخفاض معدل الانجاب فإن عدد المصابين بمرض ضغط الدم بين الشباب سيبلغ 117 ألف حالة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة على حالها لعام 2007.

وفيما يتعلق بعدد المصابين بمرض السكري النوع الثاني بين الشباب لعام 2007 فقد كانت عدد الاصابات 123 ألف إصابة، فيما يتوقع أن تصل عام 2030 الى 118 الف حالة اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها وذلك وفقا لسيناريو ثبات معدلات الانجاب.

اما في حال سيناريو انخفاض معدل الانجاب فإن عدد المصابين بمرض السكري سيصل عام 2030 الى167 ألف اصابة اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها.

وحول عدد المصابين بمرض ارتفاع الكولسترول فقد كان 100 ألف حالة في سنة الاساس، ومتوقع أن يبلغ 136 ألف حالة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها وفقاً لسيناريو ثبات معدلات الانجاب وانخفاضه ايضا.

وفيما يتعلق بعدد المصابين بزيادة الوزن بين الشباب لسنة الاساس فقد كانت عدد الاصابات 554 ألف إصابة، فيما يتوقع أن تبلغ 756 ألف حالة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها وفقا لسيناريو ثبات معدلات الانجاب.

ووفقاً لسيناريو انخفاض معدل الانجاب فإنه يتوقع أن يبلغ عدد المصابين بزيادة الوزن 752 ألف اصابة في عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها.

اما ما يخص عدد المصابين بالسمنة فقد كان عدد الاصابات في سنة الاساس 350 ألف إصابة، فيما يتوقع ان يبلغ 478 الف حالة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها وذلك وفقا لسيناريو ثبات معدلات الانجاب.

ووفقاً لسيناريو انخفاض معدل الانجاب فإن عدد المصابين بالسمنة متوقع أن يبلغ 475 ألف اصابة عام 2030 اذا استمرت معدلات الاصابة لعام 2007 على حالها.

من جهته، أوضح مدير مديرية الأمراض غير السارية في وزارة الصحة الدكتور محمد الطراونة ان ارتفاع معدلات انتشار مرض السكري والسمنة واختلاط الدهنيات بالإضافة إلى المستويات العالية التي ما زالت من دون تشخيص تشير إلى الحاجة الفورية لتنفيذ حزمة من البرامج الوقائية وبرامج الكشف المبكر عن هذه الامراض وعوامل الاختطار التي تؤدي الى هذه الامراض، وذلك لمنع والتحكم في انتشار الأمراض غير السارية في الأردن.

واكد أهمية الحد من انتشار الامراض غير السارية من خلال تفعيل تطبيق الاستراتيجية الوطنية للأمراض غير السارية وفق خطط تنفيذية توضح أدوار جميع المؤسسات للوصول للهدف العام بخفض معدل انتشار مرض السكري ومضاعفاته في الاردن عبر حشد التأييد وتنسيق الجهود الوطنية للوقاية من السكري وتقديم العناية الفضلى لمرضى السكري.

وتزداد حدة المشكلة وخطورتها في الاردن حسب الدكتور الطروانة حيث ان اكثر من نصف الاصابات بارتفاع ضغط الدم والسكري غير مشخصة اذ ان هذا العدد الهائل من المصابين لا يتيح معالجة الاصابة ويفوّت على المصابين والمجتمع فرص الوقاية من المضاعفات المهلكة لهذه الأمراض.

وعزا اسباب تفشي هذه الأمراض في الاردن الى عدة عوامل أهمها الانجازات التي تمت في السيطرة على الأمراض السارية وأمراض الأطفال والتغيرات الديموغرافية وزيادة العمر المأمول، والتغيرات المستمرة في أنماط الحياة التي تصاحب التنمية الاقتصادية، والتحضر والتحولات في الأنماط الغذائية، وعوامل متعلقة بالعولمة أدت الى تسويق انماط حياتية لها تأثير ضار بصحة الانسان.

واشار الطراونة الى أن الدراسات الوطنية بينت ارتفاع معدلات زيادة الوزن والسمنة بين الإناث الأردنيات خلال السنوات الخمس الاخيرة لتصل إلى 84 بالمئة مقارنة بــ 70.4 بالمئة عام 2006 في حين وصلت عند الرجال حوالي 80 بالمئة مقارنة مع 63.3 بالمئة وهو مرتبط بعدم ممارسة النشاط البدني.

وقال ان معدلات الإصابة بالأمراض غير السارية تشهد ارتفاعاً مطرداً, فقد تضاعفت معدلات الإصابة بمرض الضغط بين الذكور من 26 بالمئة في عام 2006 إلى 54.6 بالمئة العام الحالي (حسب دراسة المركز الوطني للسكري) وارتفعت بين النساء من 21.5 بالمئة لتصل الى 39.8 بالمئة وكذلك السكري فقد تضاعفت معدلات الإصابة به وارتفعت من  16 بالمئة عام 2007 لتصل إلى 36 بالمئة العام الحالي ايضاً.

واوضح ان استمرار معدلات الإصابة في الأردن بهذه النمطية يتطابق مع تقديرات منظمة الصحة العالمية إذ تشير الى انه بحلول عام 2020 ستتسبب الأمراض غير السارية بسبع من كل عشر وفيات مقارنة بأقل من خمس وفيات في الوقت الحالي.

وبين الدكتور الطروانة ان الدراسات الوطنية تؤكد أن زيادة الوزن والسمنة تؤدي إلى الإصابة بالإمراض القلبية والوعائية وارتفاع الضغط بحوالي ثلاثة إضعاف وبمعدل يصل إلى عشرة أضعاف للإصابة بالسكري من النوع الثاني مقارنة مع الأفراد من ذوي الوزن الطبيعي.