يشارك الأردن العالم الاحتفال باليوم الدولي للشباب والذي يصادف بتاريخ 12 آب من كل عام، وجاء هذا العام تحت شعار "المهارات الخضراء للشباب"، وتتزامن هذه المناسبة العالمية مع رعاية الأردن للشباب الطموح ودورهم المحوري في بناء مستقبل مستدام أي صديق للبيئة. وتُعرّف الأمم المتحدة "الشباب" على أنهم الأشخاص ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، وحسب البيانات المنشورة من قبل دائرة الإحصاءات العامة عن سكان المملكة حسب العمر يبلغ عدد الشابات والشبان من بين سكان نحو 2.25 مليون، أي نحو خمس سكان المملكة.
وعلى المستوى الدولي، تعتبر مبادرات وبرامج تمكين الشباب في مجال المهارات الخضراء مساهمة فعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تضمن التوازن بين البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ومن هذا المنطلق من الضروري تعزيز التعاون بين الحكومات والمؤسسات والمجتمع المدني لضمان توفير البيئة المناسبة لتنمية وتمكين الشباب. ويسلط المجلس الأعلى للسكان في هذا اليوم الضوء على أهمية تعزيز المعرفة بالمهارات الخضراء بين الشباب، وذلك بهدف التصدي للتحديات البيئية والاقتصادية المتزايدة، حيث أن تحسين الوعي البيئي وتطوير المهارات الخضراء تعد عناصر أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ورؤية الأردن 2025 ورؤية التحديث الاقتصادي 2033 والحفاظ على موارد الأردن الطبيعية للأجيال القادمة وحمايتها من أنماط الإنتاج والاستهلاك غير الصديقة للبيئة، ونخص هنا ضرورة الحفاظ على الأراضي المزروعة والأراضي الزراعية والمناطق الحرجية والمياه الجوفية والمحميات الطبيعية.
ويتسع دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال مساهمتهم في تنفيذ البرامج والمشاريع الصديقة للبيئة، وفي الإنخراط في العمل وكسب الدخل للقضاء على الفقر والالتحاق بالتعليم التقني والمهني والحرفي للحد من البطالة واتباع الأنماط الصحية السليمة. ويؤكد المجلس الأعلى للسكان في هذا البيان الصحفي على أهمية الفرصة السكانية والتي تمثل تحولاً اقتصادياً واجتماعياً ناتجاً عن الزيادة في نسبة الشباب ونسبة السكان في سن العمل عندما يحصل تحول ديموغرافي نحو أسر صغيرة الحجم، مما يساعد على زيادة الادخار والاستثمار الأسري والحكومي في التعليم والتدريب المهني وبالتالي زيادة معدلات الإنتاجية والنمو الاقتصادي.
وأشار المجلس أن الأردن يشهد جهوداً مستمرة لتمكين الشباب بالمعرفة والمهارات الخضراء، ومن خلال الاستثمار في التعليم البيئي والتدريب المهني، وتسعى الحكومة لتزويد الشباب بالمعرفة اللازمة وتحسين فرصهم في سوق العمل، ونرى ذلك من خلال تقاطع السياسات والاستراتيجيات والرؤى والخطط الوطنية مع الاستراتيجية الوطنية للشباب 2019-2025 ومنها: الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، استراتيجية الحد من الفقر، الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016-2025.
وايماناً من المجلس بأهمية دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على البيئة، فأنه ملتزم بتقديم الدعم والإشراف على جهود تمكين الشباب من المهارات الخضراء وتوجيههم نحو مساهمة فعالة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلاد، حيث قام المجلس بإعداد الاستراتيجية الوطنية للسكان 2021-2030، والاستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية والجنسية 2020-2030، وشملت هذه الاستراتيجيات على محور يخص الشباب، كما أعد المجلس وثيقة المعايير الوطنية لخدمات الصحة الجنسية والإنجابية الصديقة للشباب ويتم تطبيقها في عدة مراكز صحية.
