شركاء في صناعة المستقبل
الأميرة بسمة ترعى حفل إطلاق تقرير حالة سكان الاردن 2010
الأميرة بسمة ترعى حفل إطلاق تقرير حالة سكان الاردن 2010
الاثنين, 25 تموز 2011

 

رعت سمو الأميرة بسمة بنت طلال سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم الاثنين حفل اطلاق تقرير حالة سكان الاردن 2010 بالتزامن مع الاحتفال العالمي بيوم السكان العالمي.

وقالت سموها ان وصول عدد سكان العالم الى سبعة بلايين نسمة يحمل في طياته معاني الانجاز والتحدي معا، الانجاز لما يعكسه من التحسن الذي طرأ على صحة الانسان وزيادة معدل العمر المتوقع له، والتحدي لما يؤدي اليه من خلل في التوازن بين الموارد الطبيعية من جهة والموارد البشرية من جهة اخرى.

واضافت ان حملة السبعة بلايين التي بدأها صندوق الامم المتحدة للسكان والرسائل السبع التي تتضمنها يريد بها تنبيه العالم بمدى ما يمكن ان يؤدي اليه هذا التسارع في النمو السكاني من ضغط هائل على الموارد الطبيعية وعلى حياة الانسان على حد سواء.

واشارت الى ان الاوضاع الاقتصادية السائدة في العالم والتي تؤثر علينا تعمق ظاهرة الفقر وتتوسع لتصبح احد اهم التحديات التي يواجهها بلدنا مما يتطلب تضافر جهود جميع القطاعات الرسمية وغير الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من خلال مأسسة المسؤولية الاجتماعية من اجل تقديم الدعم بصورة افضل وبمردود اكبر، لافتة الى ان التقرير اشار الى ان نسبة الفقر في الاردن بلغت عام2008 حوالي  13.3  بالمئة.

وتابعت سموها ان التقرير الاردني الذي يصدر للمرة الاولى يشيرالى ان المرحلة المقبلة وخاصة في ظل الفرصة السكانية تستدعي التركيز على فئة الشباب الذين يشكلون أكبر شريحة سكانية وان هذا يتطلب توفير فرص العمل لهم وبخاصة في المحافظات وفي الوقت ذاته التركيز على تنمية المواطنة وثقافة الحوار والتطوع وروح المبادرة والريادة لديهم لانهم القوة القادرة على التغيير وتحقيق التقدم، مثلما يعبر عنه ويؤمن به جلالة الملك عبدالله الثاني.

وقالت سموها ان حملة السبعة بلايين توضح ان هناك تداخلا وتشابها في التحديات والفرص بين المستوى المحلي والمستوى الدولي وانه علينا في الاردن ونحن جزء من الاسرة العالمية الكبيرة ان نلعب دورا فاعلا في توفير مستقبل مستدام لابناء وطننا.

واضافت سموها كما صرح اخيرا المدير التنفيذي لصندوق الامم المتحدة للسكان: "كأكثر السكان تواصلا فان الشباب هم العنصر الاهم في عملية التغيير، وهم يقودون حاليا عملية التغيير السياسي والثقافي في مجتمعاتهم وبتفعيل مشاركة النساء والشباب نستطيع بناء مستقبل افضل لكل الاجيال ونحن نقترب من عالم يصل عدد سكانه الى سبعة بلايين نسمة كل واحد يشكل فينا جزءا متساويا من هذه المحطة الرئيسية واعمالنا الفردية الصغيرة التي تتضاعف عبرالعالم هي التي يمكن ان تؤدي الى تغيير متنامي الاثر.

وتحدثت سموها عن اهمية استغلال طاقة النساء والفتيات، مشيرة الى ان ارتفاع عدد سكان العالم الى هذا الحد يتطلب استثمارا افضل للموارد البشرية بحيث تتمتع المرأة التي ما زالت تعاني من التمييز والعنف على نطاق واسع بالمساواة في الحقوق والكرامة حتى يتم الاستفادة من امكانات ما يعادل نصف سكان العالم.

وقالت ان الحد من الفقر وانعدام المساواة يؤدي الى ابطاء النمو السكاني وكل شخص من بلاييننا السبعة ومن الذين سيأتون بعدنا يعتمد على صحة كوكبنا وان تلبية احتياجات هذا العدد الهائل من الناس مع حماية توازن الطبيعة الذي يحافظ على استمرار الحياة يمثل اقسى تحد يواجه العالم في هذا القرن،مشيرة الى ان الاردن من اكثر من يقدرون اهمية هذا التحدي لاننا من افقر اربع دول في العالم بالمياه ولدينا مؤشرات كثيرة لزيادة عدد السكان.

وعن عيش بليوني نسمة في المدن وخاصة في الدول النامية والتي هي ليست مستعدة اصلا لهذا التوسع السريع، قالت سموها ان ذلك يتطلب تحضير الخطط اللازمة لتستوعب المدن هذه الاعداد المتزايدةمن الناس وان هذا هو ذاته ما نعاني منه في بلدنا اذ يعيش83 بالمئة من سكان الاردنفي المدن.

وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان ان بلوغ عدد سكان العالم7 بلايين نسمة خلال هذا العام يدفعنا الى التفكير في حجم الضغط الهائل على الموارد الطبيعية واستنزافها وعلى الانماط الاستهلاكية وتحدي مواكبة القدرة الانتاجية على تلبية متطلبات السكان واثر ذلك على اسعار المواد الغذائية والطاقةعالمياً، وقدرة الدول والحكومات على تلبية ومواجهة التحديات التي ستنشأ في هذاالسياق.

واضاف أن عدد سكان المملكة تضاعف حوالي عشر مرات منذ منتصف القرن الماضي ليتجاوز في عام 2010 ستة ملايين نسمة، مشيرا الى ان الهجرة الوافدة ومستويات الإنجاب المرتفعة مصحوبة بارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة في ضوء التحسن المستمر للرعاية الصحية ساهم في تحقيق هذا النمو السريع في عدد السكان الذي تجاوزمعدله السنوي4  بالمئة لأكثر من اربعة عقود.

واشار الى ان ما تضمنه هذا التقرير من سيناريوهات مستقبلية مختلفة للتغيّر المتوقع في معدلات الانجاب الكلي، ومعدلات توقع الحياه عند الولادة، والانعكاسات المستقبلية للنمو السكاني يدفعنا الى الاسراع في موائمة الاستراتيجيات وخطط التنمية الشاملة مع ما جاء ضمن السيناريوهات المستقبلية لمعدلات النمو السكاني، وانعكاسها على جميع الاحتياجات السكانية من الخدمات.

وقال حسان ان الوزارة عملت على اعداد مؤشرات شاملة لمستويات المعيشة ونوعية الحياه للمواطنين في المحافظات سيتم اطلاقها هذا العام.
من جهته قال القائم باعمال الممثل المقيم لوكالات الامم المتحدة في الاردن عمران ريزا ان صندوق الأمم المتحدة للسكان يسعى الى جذب الانتباه الى أهمية القضايا المتعلقة بالسكان وخصوصا في سياق خطط وبرامج التنمية لضمان الاستفادة المثلى من الفوائد المتاحة ولإيجاد حلول للتحديات التي تنتج.
 وتطرق الى الرسائل السبع التي تتعلق بوصول عدد سكان العالم الى سبعة مليارات نسمة وهي: أن تقليص الفقر وعدم المساواة تساهم في إبطاء النمو السكاني، وأن اطلاق قدرات النساء والفتيات سيساهم في تعجيل التقدم، وأن الشريحة السكانية الأكبر من الشباب تقوم بتغيير عالمنا ومستقبلنا، وأن الاستثمار في الشباب وخصوصا الشابات هو أحد أذكى الاستثمارات التي يمكن لبلد ما أن تقوم بها وضمان أن كل طفل مرغوب وأن كل ولادة آمنة يؤدي الى أسر أصغر وأقوى وأن جميع المليارات السبعة منا وأولئك الذين سيأتون بعدنا يعتمدون على حسن صحة كوكبنا وأننا نهرم وتؤدي معدلات الانجاب الأقل ارتفاعا والأعمار الأطول الى ايجاد تحديات غير مسبوقة: الشيخوخة السكانية اضافة الى ان الملياري نسمة المستقبليين سيسكنون المدن.
 واشار الى ان صندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن عمل بالتعاون مع جميع الشركاء لتوفير دراسات وتقارير يعول عليها حول الوضع السكاني في الأردن.
 وقال في عالم فيه سبعة مليارات نسمة، يجب أن يتمتع كل شخص بحقوق الانسان وبالكرامة الانسانية وان تكون له الفرصة للاستفادة المثلى من امكانياته الكامنة "واننا نتطلع الى العمل المستمر معا لجعل هذا العالم مكانا يكون فيه كل واحد من تلك المليارات السبعة مهم".
 وقالت الامينة العامة للمجلس الاعلى للسكان الدكتور رائدة القطب ان اليوم العالمي للسكان يمثل بدء حملة العالم بتعداد سبعة مليارات نسمة، وهذا يعني أن الاهتمام بالقضايا السكانية ضرورة ملحة في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة.
واضافت ان اطلاق تقرير "حالة سكان الأردن2010" كأول تقرير وطني شامل حول وضع السكان يعبر عن المنهجية التشاركية التي يتبعها المجلس مع الجهات الرسمية والخاصة والأهلية لإبراز علاقة السكان بمحاور التنمية الشاملة، والتعريف بمدى تأثيرها على الجوانب المجتمعية والحياتية المختلفة على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظات.
 ويكتسب الاحتفال الذي نظمه المجلس الأعلى للسكان وصندوق الأمم المتحدة للسكان أهمية خاصة هذا العام حيث يعتبر عاما تاريخيا يتوقع خلاله ولادة الطفل الذي سيبلغ بمولده عدد سكان الأرض سبعة بلايين نسمة، ويعد فرصة للاحتفال بتنوعنا وتذكيرا لنا بمسؤوليتنا المشتركة لرعاية بعضنا بعضا والاعتناء بكوكبنا الذي نعيش عليه.
 ويعتبر تقرير "حالة سكان الأردن2010" القاعدة والمرجعية الشاملة للوضع السكاني في الأردن على مختلف مستوياته، كما انه يمكن أن يستخدم كاداه لمتابعة مدى تحقق الوصول لسياسات الفرصة السكانية ويساهم في وضع الآليات المناسبة للاستفادة من التحول الديموغرافي خلال السنوات المقبلة.
يشار الى أن التقرير والذي اعد من قبل المجلس الأعلى للسكان وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان، يعد أول تقرير شامل حول وضع السكان في الأردن، ويلقي الضوء على بنية وخصائص السكان في الأردن وتطوراتها التاريخية، ويوضح الاتجاهات السكانية المستقبلية في الأردن استنادا إلى التغيرات الديموغرافية المتوقعة في عناصر النمو السكاني، كما يشتمل على إسقاطات سكانية على المستوى الوطني وعلى مستوى المحافظات للفترة2009 الى2050 ، تساهم في رسم صورة المستقبل للسياسات التنموية الواجب اتخاذها في المملكة للاستفادة من التحول الديموغرافي في التركيب العمري للسكان والذي يقودنا إلى نافذة ديموغرافية قد تؤدي إلى "فرصة سكانية" إذا ما تم استثمارها.
وتضمن حفل اطلاق التقرير عروضا رقمية ومناقشة لتقرير "حالة سكان الأردن 2010 " من قبل المختصين والمعدين للتقرير برئاسة الأمين العام للمجلس الدكتورة رائده القطب.