رعت سمو الأميرة بسمة بنت طلال سفيرة النوايا الحسنة لصندوق الأمم المتحدة للسكان اليوم الاثنين حفل اطلاق تقرير حالة سكان الاردن 2010 بالتزامن مع الاحتفال العالمي بيوم السكان العالمي.
وقالت سموها ان وصول عدد سكان العالم الى سبعة بلايين نسمة يحمل في طياته معاني الانجاز والتحدي معا، الانجاز لما يعكسه من التحسن الذي طرأ على صحة الانسان وزيادة معدل العمر المتوقع له، والتحدي لما يؤدي اليه من خلل في التوازن بين الموارد الطبيعية من جهة والموارد البشرية من جهة اخرى.
واضافت ان حملة السبعة بلايين التي بدأها صندوق الامم المتحدة للسكان والرسائل السبع التي تتضمنها يريد بها تنبيه العالم بمدى ما يمكن ان يؤدي اليه هذا التسارع في النمو السكاني من ضغط هائل على الموارد الطبيعية وعلى حياة الانسان على حد سواء.
واشارت الى ان الاوضاع الاقتصادية السائدة في العالم والتي تؤثر علينا تعمق ظاهرة الفقر وتتوسع لتصبح احد اهم التحديات التي يواجهها بلدنا مما يتطلب تضافر جهود جميع القطاعات الرسمية وغير الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من خلال مأسسة المسؤولية الاجتماعية من اجل تقديم الدعم بصورة افضل وبمردود اكبر، لافتة الى ان التقرير اشار الى ان نسبة الفقر في الاردن بلغت عام2008 حوالي 13.3 بالمئة.
وتابعت سموها ان التقرير الاردني الذي يصدر للمرة الاولى يشيرالى ان المرحلة المقبلة وخاصة في ظل الفرصة السكانية تستدعي التركيز على فئة الشباب الذين يشكلون أكبر شريحة سكانية وان هذا يتطلب توفير فرص العمل لهم وبخاصة في المحافظات وفي الوقت ذاته التركيز على تنمية المواطنة وثقافة الحوار والتطوع وروح المبادرة والريادة لديهم لانهم القوة القادرة على التغيير وتحقيق التقدم، مثلما يعبر عنه ويؤمن به جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقالت سموها ان حملة السبعة بلايين توضح ان هناك تداخلا وتشابها في التحديات والفرص بين المستوى المحلي والمستوى الدولي وانه علينا في الاردن ونحن جزء من الاسرة العالمية الكبيرة ان نلعب دورا فاعلا في توفير مستقبل مستدام لابناء وطننا.
واضافت سموها كما صرح اخيرا المدير التنفيذي لصندوق الامم المتحدة للسكان: "كأكثر السكان تواصلا فان الشباب هم العنصر الاهم في عملية التغيير، وهم يقودون حاليا عملية التغيير السياسي والثقافي في مجتمعاتهم وبتفعيل مشاركة النساء والشباب نستطيع بناء مستقبل افضل لكل الاجيال ونحن نقترب من عالم يصل عدد سكانه الى سبعة بلايين نسمة كل واحد يشكل فينا جزءا متساويا من هذه المحطة الرئيسية واعمالنا الفردية الصغيرة التي تتضاعف عبرالعالم هي التي يمكن ان تؤدي الى تغيير متنامي الاثر.
وتحدثت سموها عن اهمية استغلال طاقة النساء والفتيات، مشيرة الى ان ارتفاع عدد سكان العالم الى هذا الحد يتطلب استثمارا افضل للموارد البشرية بحيث تتمتع المرأة التي ما زالت تعاني من التمييز والعنف على نطاق واسع بالمساواة في الحقوق والكرامة حتى يتم الاستفادة من امكانات ما يعادل نصف سكان العالم.
وقالت ان الحد من الفقر وانعدام المساواة يؤدي الى ابطاء النمو السكاني وكل شخص من بلاييننا السبعة ومن الذين سيأتون بعدنا يعتمد على صحة كوكبنا وان تلبية احتياجات هذا العدد الهائل من الناس مع حماية توازن الطبيعة الذي يحافظ على استمرار الحياة يمثل اقسى تحد يواجه العالم في هذا القرن،مشيرة الى ان الاردن من اكثر من يقدرون اهمية هذا التحدي لاننا من افقر اربع دول في العالم بالمياه ولدينا مؤشرات كثيرة لزيادة عدد السكان.
وعن عيش بليوني نسمة في المدن وخاصة في الدول النامية والتي هي ليست مستعدة اصلا لهذا التوسع السريع، قالت سموها ان ذلك يتطلب تحضير الخطط اللازمة لتستوعب المدن هذه الاعداد المتزايدةمن الناس وان هذا هو ذاته ما نعاني منه في بلدنا اذ يعيش83 بالمئة من سكان الاردنفي المدن.
وقال وزير التخطيط والتعاون الدولي الدكتور جعفر حسان ان بلوغ عدد سكان العالم7 بلايين نسمة خلال هذا العام يدفعنا الى التفكير في حجم الضغط الهائل على الموارد الطبيعية واستنزافها وعلى الانماط الاستهلاكية وتحدي مواكبة القدرة الانتاجية على تلبية متطلبات السكان واثر ذلك على اسعار المواد الغذائية والطاقةعالمياً، وقدرة الدول والحكومات على تلبية ومواجهة التحديات التي ستنشأ في هذاالسياق.
واضاف أن عدد سكان المملكة تضاعف حوالي عشر مرات منذ منتصف القرن الماضي ليتجاوز في عام 2010 ستة ملايين نسمة، مشيرا الى ان الهجرة الوافدة ومستويات الإنجاب المرتفعة مصحوبة بارتفاع متوسط العمر المتوقع عند الولادة في ضوء التحسن المستمر للرعاية الصحية ساهم في تحقيق هذا النمو السريع في عدد السكان الذي تجاوزمعدله السنوي4 بالمئة لأكثر من اربعة عقود.
واشار الى ان ما تضمنه هذا التقرير من سيناريوهات مستقبلية مختلفة للتغيّر المتوقع في معدلات الانجاب الكلي، ومعدلات توقع الحياه عند الولادة، والانعكاسات المستقبلية للنمو السكاني يدفعنا الى الاسراع في موائمة الاستراتيجيات وخطط التنمية الشاملة مع ما جاء ضمن السيناريوهات المستقبلية لمعدلات النمو السكاني، وانعكاسها على جميع الاحتياجات السكانية من الخدمات.