شركاء في صناعة المستقبل
الأعلى للسكان يناقش مخرجات دراسات الصحة الإنجابية
الأعلى للسكان يناقش مخرجات دراسات الصحة الإنجابية
الأربعاء, 11 آذار 2020

 ناقش باحثون، اليوم الأربعاء، نتائج وتوصيات الدراسات ذات العلاقة بمواضيع الصحة الجنسية والإنجابية في الأردن التي بدأ تنفيذها شهر أيلول من عام 2017 واستمرت لمدة عامين ، لعدد من مقدّمي الخدمات بمجال الصحة الإنجابية، ومجموعة من الشباب والإعلاميين.
جاء ذلك ضمن لقاء ينظمه المجلس الأعلى للسكان بالتعاون مع المنظمة الهولندية للأبحاث العلمية (أن دبليو أو وترو) الممولة للدراسات؛ بهدف مناقشة نتائج الدراسات والخروج بملخصات سياسات من المعنيين في الجهات الوطنية والخبراء فيها، لرسم السياسات والممارسات الخاصة بالصحة الإنجابية.
وقدم نتائج الدراسات الدكتور يوسف القاعود من جامعة العلوم والتكنولوجيا والدكتورة أريج عثمان ومن كلية التمريض في الجامعة الأردنية، والدكتورة ربى العكش من كلية الأنثروبولجيا في جامعة اليرموك، والدكتورة شذى عقيق من الجامعة الأميركية في بيروت، فيما ادار الجلسة المدير العام لمعهد العناية بصحة الأسرة التابعة لمؤسسة الحسين الدكتور ابراهيم عقل.
وخلصت نتائج الدراسة المتعلقة بحقوق الشباب والنساء بموضوع الصحة الإنجابية بالأردن ومدى تباين خدمات الصحة الإنجابية بين محافظات المملكة، إلى أنه وبالرغم من توفّر الخدمات الصحية بشكل جيد في الأردن، إلا أن هناك عوائق اجتماعية تحول دون وصول النساء والشباب أو الشابات إلى خدمات الصحة الإنجابيّة.
ومن أبرز هذه العوائق الاجتماعية، ثقافة العيب التي تعيق الجميع، باستثناء الرجال والنساء المتزوجين، من طلب معلومات الرعاية الصحية؛ لأن مفهوم الصحة الإنجابية ينظر له، في إطار واسع، على انّه مشروع فقط ضمن إطار الزواج والحياة الزوجية.
وأوصت الدراسة ولتخطي هذه العوائق بالعمل على ايجاد برامج، ضمن إطار التعليم الطبي المستمر، بالتعاون مع النقابات الطبية بهدف تحسين مهارات التواصل الطبيّة بين مقدمي الخدمات والفئات الاجتماعيّة كافة، ومراجعة المناهج الدراسية للعاملين في المجال الطبي لتوفير بيئة داعمة لتقديم المشورة الطبية لليافعين والغير متزوجين وتسهيل السبل لتقديم هذه المشورة عبر بروتوكولات معينة تحددها وزارة الصحّة. وبشأن الدراسة التي بحثت فهم احتياجات الصحة الجنسية والإنجابية للشباب الأردني والسوري، أظهرت النتائج أن القيم والمعتقدات الشخصية تؤثر بشدة على مواقف مقدمي الخدمات تجاه تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية الصديقة للشباب، كما وأظهرت أن مقدمي الخدمات الذين تلقوا تدريبات على الصحة الجنسية والإنجابية كان لديهم مواقف أكثر ملاءمة وصديقة للشباب في تقديم الخدمة، من أولئك الذين لم يتلقوا مثل هذه التدريبات.
وأوصت الدراسة، بأهمية دور الإرشادات الواضحة عند تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية للشباب، وتحسين قدرة مقدّمي الخدمات، والتمييز أو الفصل بين القيم الشخصية والدور المهني عند تقديم الخدمة.
وفيما يتعلق بالدراسة التي بحثت بتنظيم الأسرة عن طريق الاقتصاد السلوكي، أظهرت نتائج الدراسة أنه يمكن للمشورة الفعّاله بهذا الشأن أن تزيد من نسبة النساء اللاتي يستخدمنّ وسائل تنظيم الأسرة الحديثة، وخفض معدل الحمل غير المرغوب فيه وغير المخطط له وأهمية تقديم المشورة الكافية والشاملة للنساء بعد الولادة .
وفيما يتعلق بدراسة الزواج المبكر بين الشباب اللاجئين السوريين في الأردن، أظهرت النتائج أن هناك أسبابا متعددة تقود إلى الزواج المبكر، لا تقتصر على العامل الاقتصادي فقط، وأوصت الدراسة بأهمية إعادة تصميم التدخلات الإنسانية الموجهة للفئات المستهدفة من خلال إقامة حوار والاستماع لإحتياجات النساء أنفسهنّ، والاستماع بشكل أفضل لاحتياجات الشباب الفعلية، والبحث عن قنوات مناسبة لمعالجة مخاوف الصحة الجنسية والإنجابية وإيصالها لأصحاب المصلحة وصنّاع القرار.
وأوضح عقل، أن الهدف من هذه الدراسات المتعمقة بالصحة الجنسية والإنجابية في الأردن، ومناقشة نتائجها هو الخروج بتوصيات لتطوير السياسات والممارسات ذات العلاقة بالصحة الجنسية والإنجابية.
وأشار الى أن مناقشة نتائج وتوصيات الدراسات تمت ،اليوم الأربعاء، من قبل مجموعات مقدّمي الخدمات، والشباب والإعلاميين، وغدا سيتم مناقشتها مع صانعي القرار والسياسات، ومن ثم سيُصار إلى أخذ جميع هذه الملاحظات والتوصيات وتطويرها بملخص سياسات ورفعها للجهات الرسمية المعنية، بهدف تطوير السياسات المناسبة وتحسين تقديم الخدمات الجنسية والإنجابية المتكاملة.
وأكد مدير وحدة الدراسات والسياسات في المجلس الأعلى للسكان علي المطلق، أن اللقاء يأتي ضمن إطار تعظيم الاستفادة من نتائج الدارسات بخدمة الأهداف الوطنية، وإنشاء قاعدة معرفة خاصة بالصحة الجنسية والإنجابية.
وكان من أبرز توصيات مجموعات عمل بناء حزم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لتشمل النساء والرجال، والشباب والشابات وكل الفئات الاجتماعية المعنية، وبناء قدرات مقدمي الخدمات ومأسستها، وضرورة إشراك القطاع الخاص الطبي وشركات التأمين الصحي ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة، في استراتيجيات وبرامج الخدمات الصحية الجنسية والانجابية. يشار الى أن فعاليات اللقاء كانت انطلقت أمس الثلاثاء، وتستمر إلى يوم غد الخميس.