أكدت أمين عام المجلس الأعلى للسكان د. عبلة عماوي على ضرورة الحد من أوجه عدم المساواة ومواجهة التمييز في المجتمع، واتخاذ إجراءات واضحة لإنهاء الفقر المدقع والتي تعتبر أولويات مهمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في الأردن.

وبينت عماوي خلال تقديمها لعرضين الأول حول "اللامساواة من منظور الفرصة السكانية"، والثاني حول "المساواة من منظور أهداف التنمية المستدامة" اليوم الاثنين في المؤتمر الذي نظمته الجامعة الأردنية بالتعاون مع منظمة اليونسكو حول" عدم المساواة والاندماج الحضري في الأردن" أن تحسين نظم التعليم يعتبر المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي في المجتمع وأن الاستثمار في رأس المال البشري يساهم في تحقيق العائد الديموغرافي الحقيقي، مبينة أن السياسات التي تركز على رأس المال البشري تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وخاصة الأهداف من 3 إلى 5 المتعلقة بالصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين.

وأشارت إلى أن انخفاض معدل الخصوبة الناتج عن زيادة نسبة السكان في سن العمل لا يجلب بمفرده أرباحاً للنمو الاقتصادي وإنما قد يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية إذا حدث في سياق تعليمي متدني جداً، مشيرة إلى أن النمو السكاني والهيكل العمري لم يتم الإشارة لهما بشكل واضح في أهداف التنمية المستدامة، ولكن تم ذكر الصحة الإنجابية كأحد الأهداف الأكثر تحديدًا في إطار الهدف الصحي.

ومن جانبه، أكد رئيس الجامعة الأردنية د. عبد الكريم القضاة على مراعاة الجامعة لمعاني العدالة والمساواة وإتاحة الفرص للجميع بشفافية وموضوعية من خلال تقديمها الدعم والرعاية للفئات الفقيرة وذوي الإعاقة من الطلبة والعاملين بما يحفظ كرامتهم ويحمي حقوقهم.

وقال القضاة إن الجامعة الاردنية تحرص على أن يصل الأكثر كفاءة فيها إلى مواقع صنع القرار بغض النظر عن الجنس أو أية اعتبارات أخرى، منوهاً بأن لدى الجامعة أكاديميات متميزات وإداريات على مستوى عالٍ من المهارة والكفاءة أسهمن في تحقيق إنجازات يُشهد لهن بها.

ولفتت أخصائية برامج اليونيسكو في بيروت د. سيكو سوجيتا إلى أن الهدف من المؤتمر الذي يعد الاول من نوعه في الأردن ضمن برنامج إدارة التحولات الاجتماعية الذي تنظمه اليونيسكو في دول عدة، يتمثل بتعزيز قدرات الباحثين المختصين في موضوع المؤتمر لدعم التنمية المستدامة على المدى الطويل في هذا المجال.

وأشارت رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر د. رانيا جبر إلى أن المؤتمر الذي يستمر لثلاثة أيام يسعى إلى تعزيز النقاش والحوار بين الخبراء والمختصين والباحثين الشباب في مجال العلوم الاجتماعية كعلم الاجتماع والتنمية والانثروبولوجيا وعلم النفس والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والقانون، مبينة أن المؤتمر يركز على معالجة أوجه ومجالات عدم المساواة في المجتمعات الحضرية في الأردن وتبعاتها للخروج بسياسات ومقترحات للحد منها.

يشار إلى أن المؤتمر تناول في جلستي اليوم الأول عدد من المواضيع المتعلقة بمفهوم عدم المساواة ومظاهرها ومعالجتها، ودور استراتيجية الحماية الاجتماعية في الاندماج الاجتماعي، والعوامل المؤدية إلى توجه النساء الأردنيات للعمل غير المنظم، إضافة إلى العلاقة بين معدلات الفقر والبطالة، ودور الحواجز الاجتماعية في عدم المساواة القائمة على المعرفة.

ويناقش المؤتمر في جلسات اليومين الثاني والثالث مجموعة من المحاور المتعلقة بقضايا الاندماج الحضري ومعالجته وتحدياته، وتحديد الأولويات والسياسات لموضوع المؤتمر بشكل شامل ومفصل.