شاركت امين عام المجلس الأعلى للسكان ورئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية الدكتورة عبلة عماوي في مؤتمر عالمي حول " الرعاية الصحية عن بعد، والذي عقد في دبي اليوم الاحد، بتنظيم من الجمعية الدولية للرعاية الصحية عن بعد والصحة الالكترونية.

وهدف المؤتمر الذي شارك به ممثلين عن مجموعة من الدول على مستوى العالم وعدد من الخبراء الدوليين إلى انشاء منصة لتبادل الخبرات والتجارب في مجال الرعاية الصحية عن بعد، وأفضل الممارسات بين أصحاب المصلحة، وكيفية استخدام هذا النوع من الرعاية، إلى جانب مناقشة التحديات والمنافع المترتبة من تطبيقها في هذا المجال، وتقديم أفضل الحلول والبرامج.

واكدت الدكتورة عبلة عماوي خلال تقديمها لعرض حول " الرعاية الصحية في الأردن: التحديات والفرص" ضمن فعاليات المؤتمر على أن استخدام التكنولوجيا بمختلف المجالات وبالأخص في مجال الرعاية الصحية، يساهم بشكل كبير في التسهيل على المستخدمين بالوصول إلى المعلومات المطلوبة وتحديثها بجودة وكفاءة، وتعزيز تقديم الخدمات الصحية وغيرها للمواطنين، وذلك تماشياً مع الالتزام بتنفيذ الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة الذي ينص على ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار.

وأشارت إلى أن القطاع الصحي في الأردن يحتاج لتوفير الوصول العادل إلى خدمات الرعاية الصحية ذات النوعية والجودة العالية، والتحكم في التكاليف المتزايدة لخدمات الرعاية الصحية، مبينة أن من بين التدابير التي يمكن تنفيذها للتخفيف من هذه الاحتياجات، تحسين استخدام الموارد الحالية مثل (الموظفين المهنيين، مؤسسات الرعاية الصحية، المعدات المتوفرة).

وفي مجال تنفيذ برامج الرعاية الصحية عن بعد في الأردن، لفتت عماوي أن الهدف الخامس من الخطة الاستراتيجية لوزارة الصحة (2022-2018) تناول "زيادة كفاءة وفعالية إدارة المعرفة القائمة على التحول الرقمي والتكنولوجيا"، حيث تقوم الوزارة بتطوير البنية التحتية الالكترونية من خلال تنفيذ مشاريع التحول الالكتروني، والتي من أهمها الانتهاء من حوسبة المراكز الصحية والمستشفيات، وتطوير الخدمات الإلكترونية لوزارة الصحة، وشراء خدمات الكوادر البشرية لمشروعات التحول الإلكتروني.

وبينت أن من أبرز تطبيقات الرعاية الصحية عن بعد في الأردن تتثمل بتنفيذ مشروع بالشراكة ما بين وزارة الصحة وشركة سيسكو، والذي وفر أنظمة تتيح نقل أمن للمعلومات وتقديم استشارات الفيديو، حيث يعد هذا المشروع أحد المكونات الرئيسية في مشروع الرعاية الصحية عن بعد في الأردن والذي بدأ العمل به عام 2011، ويستخدم تقنية الفيديو والصوت عالي الدقة، ويربط المتخصصين في العاصمة عمان بالمرضى في المناطق النائية، ويُمكن المرضى من الوصول إلى الاستشارات الطبية من خلال هذه التقنية.

وأضافت عماوي أن من ابرز تطبيقات الرعاية الصحية عن بعد في الأردن ايضاً، وجود برنامج " حكيم" والذي اطلق عام 2009، ويعد اول مبادرة وطنية لأتمتة القطاع الصحي في الأردن، ويهدف إلى تعزيز تقديم الرعاية الصحية الفعالة وذات الجودة العالية، من خلال تطبيق البرنامج في السجلات الصحية للمرضى، وتمكين الأطباء والصيادلة والفنيين الطبيين وغيرهم من الوصول الكترونياً لسجلات المرضى الطبية، كما أن هناك تطبيق للهاتف المحمول صممه معهد العناية بصحة الاسرة يركز على العملاء، حيث يقوم العاملون في مجال الصحة المجتمعية باستخدام التطبيق لتعزيز وعي العملاء حول الخدمات الصحية الجيدة والمخاطر الصحية، واجراء استطلاعات لرضى العملاء عن الخدمات المقدمة، وتسهيل وصولهم إلى المعلومات.

وبينت عماوي أن اهم فوائد الرعاية الصحية عن بعد تتمثل في التوسع بوصول المرضى لخدمات الرعاية الصحية، وتحسين سير العمل الطبي وزيادة كفاءة الممارسة، والتقليل من النفقات العامة في هذا المجال، وتحسين جودة الخدمات.

وأشارت عماوي إلى التحديات التي تواجه تطبيق الرعاية الصحية عن بعد في الأردن، والتي تتمثل أبرزها بضعف التمويل اللازم، وضعف البنية التحتية التكنولوجية، والحاجة التي تعزيز كفاءة الكوادر الطبية في مجال تطبيق الرعاية الصحية عن بعد، وضعف تقبل الأطباء والمرضى لهذا النوع من الرعاية لقناعتهم بأنه عند المعالجة يجب أن يكون الطرفين حاضرين وجهاً لوجهه، إلى جانب قلة وجود تشريعات وقوانين تدعم هذا المجال.