شركاء في صناعة المستقبل
"الأعلى للسكان": الهجرات القسرية الداخلة للأردن تنعكس سلباً على جميع الخطط التنموية
"الأعلى للسكان": الهجرات القسرية الداخلة للأردن تنعكس سلباً على جميع الخطط التنموية
الثلاثاء, 1 آذار 2016

 

اكدت الأمين العامة للمجلس الأعلى للسكان الدكتورة سوسن المجالي أهمية الحاجة إلى الانتقال من المساعدات الإنسانية إلى المساعدات الإنمائية والاستثمارية المطلوبة لتمكين المجتمعات المحلية من استضافة اللاجئين وتوفير الخدمات لهم.
 
وبينت أن الأمن الوطني يتميز بالشمول لأنه لا يفصل بين أمن كل من النظام والدولة والمجتمع، فالأمن السياسي يعني الحفاظ على كيان الدولة وحرية قرارها وهذا لا يتعارض مع مفهوم الامن الاقتصادي الذي يهدف الى توفير البيئة المناسبة لتلبية احتياجات المواطنين.
 
وأضافت المجالي خلال محاضرة اليوم الثلاثاء في المعهد الدبلوماسي الأردني بعنوان "السكان في الأردن وعلاقتهم بالأمن الوطني" بحضور عدد من الدبلوماسيين والاداريين العاملين بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين، "ان مفهوم الامن الاجتماعي يعد جزءاً من منظومة الامن الوطني ويتمثل بحماية المجتمع من اخطار الجريمة وتوفير الامن لأفراد المجتمع".
 
وبخصوص الهجرات القسرية التي استقبلها الأردن بينت المجالي أن توالي تلك الهجرات إلى المملكة حملها عبئاً تنمويا كبيراً وضغطا متزايدا على البنى التحتية والمرافق العامة، ما انعكس سلباً على الخطط التنموية، لافتة إلى أن آخر هذه الهجرات كان استقبال المملكة أعداداً كبيرة من السوريين ما أدى الى زيادة في عدد السكان، حيث بلغ عدد السوريين في المملكة 265ر1 مليون سوري حسب نتائج التعداد السكاني الأخير 2015، فيما بلغ عدد سكان المملكة 531ر9 مليون نسمة.
 
وأكدت وجود تأثيرات عديدة للهجرة الدولية الداخلة إلى الأردن، ومنها التأثيرات الديمغرافية التي تشكل تحدياً أمام استغلال تحقيق الفرصة السكانية المتوقعة نتيجة لاختلاف أنماط الإنجاب والوفاة لغير الأردنيين عن الأنماط السائدة بين الأردنيين، ما ينعكس سلباً على جميع الخطط التنموية في المجالات كافة، داعية المجتمع الدولي الى أن يضطلع بواجباته تجاه الدول المضيفة للاجئين.
 
وأضافت المجالي، ان من هذه التأثيرات على الأردن، التأثيرات الاجتماعية كانتشار الجريمة وارتفاع معدلاتها، وانتشار أنواعٍ جديدةٍ من الجرائم كجرائم المخدرات، وانتشار الأمراض السارية والأمراض التي تم القضاء عليها في الأردن، كمرض شلل الأطفال.
 
ونوهت إلى أن هذه الأعداد من الهجرات لها تأثيرات اقتصادية، لأنها تشكل تحدياً أمام العمالة الأردنية في الحصول على فرص العمل التي يخلقها الاقتصاد الأردني، إضافة الى هيمنتها على بعض القطاعات الاقتصادية كقطاعي الإنشاءات والزراعة بشكلٍ خاص.
 
وشددت المجالي على ضرورة أخذ البعد السكاني بعين الاعتبار في خطط كافة المؤسسات والنظر في تداعيات المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية على السكان، اضافة إلى ضرورة كسب تأييد واضعي السياسات وصناع القرار والقيادات الوطنية والمحلية لسياسات الفرصة السكانية، لافتة إلى أهمية تضافر الجهود الدولية لمساندة الأردن للحفاظ على قدرة الحكومة في التعامل مع موضوع اللاجئين السوريين واستمرارية النمو الاقتصادي، خاصة أن مؤشرات الأزمة تدل على أن آثارها ستبقى لمدى متوسط كون الكلفة الاقتصادية اللازمة لذلك كبيرة، إضافة إلى ربط الخدمات المقدمة للاجئين بتسجيلهم وتعزيز خدمات الصحة الانجابية وتنظيم الاسرة للاجئين السوريين.