شركاء في صناعة المستقبل
الأردن يشارك العالم الاحتفال بيوم الأغذية العالمي
الأردن يشارك العالم الاحتفال بيوم الأغذية العالمي
الجمعة, 16 تشرين الأول 2020

يصادف يوم غداً الجمعة الموافق السادس عشر من تشرين الأول 2020 "يوم الأغذية العالمي"، والذي يأتي تحت شعار" معاً ننمو، ونتغذى، ونحافظ على الاستدامة. أفعالنا هي مستقبلنا "، ومن أهم أهدافه لهذا العام تعميق الوَعي العام بِمعاناة الجِياع وناقصي الأغذية بالعالم، وتشجيع الناس في مُختلف أنحاء العالم على اتخاذ تدابير لمكافحة الجُوع.

وأكدت الامينة العامة للمجلس الاعلى للسكان الدكتورة عبلة عماوي في بيان صحفي بهذه المناسبة انه وبالرغم من تحقيق تقدم كبير على المستوى العالمي في تحسين الإنتاجية الزراعية، إلا أن الأنظمة الغذائية تعتبر غير متوازنة، حيث إن الجوع والبدانة والتدهور البيئي والزراعي وخسارة الأغذية وهدرها وانعدام الأمن بالنسبة للعاملين في السلسلة الغذائية، ليست سوى بعض القضايا التي تؤكد هذا الاختلال.

وأشارت عماوي بأن الأردن يعتمد بشكل رئيسي على استيراد 57% من الغذاء لسكانه الذين يبلغ تعدادهم حوالي 10 ملايين و749 ألف نسمة، منهم نحو ثلاثة ملايين نسمة من الوافدين العرب المقيمين على أرضه يقع على عاتقه توفير الغذاء لهم، مما يشكل ضغطاً على الأمن الغذائي، مبينة انه ووفقاً للتحليل الشامل للأمن الغذائي والفئات الهشة لعام 2018، فإن عدد يقل عن واحد من بين كل أربعة لاجئين سوريين (23 %) يتمتع بالأمن الغذائي، مقارنة بـنسبة 28 % في عام 2016.

 

وبينت عماوي أن حوالي 10% من سكان الاردن يتلقون نوع من أنواع مساعدات برنامج الأغذية العالمي، مشيرة إلى أن الميزانية الغذائية لعام 2018 الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة أظهرت أن كمية الإنتاج من السلع الغذائية (النباتية والحيوانية) ومنتجاتها بلغت 5288 ألف طن.

وأشارت عماوي بأنه ولتوفير وتامين الغذاء الكافي يعتمد الأردن عدداً من الاستراتيجيات القطاعية أهمها، توفير مخزون يكفي لستة أشهر على الأقل لمادة القمح وتوفير المواد الغذائية، إلى جانب البحث والتكنولوجيا لتعزيز الامن الغذائي، مبينة أن الأردن أحرز تقدّماً ملحوظاً فيما يتعلّق بتقليص انعدام الأمن الغذائي في العقدين الأخيرين، حيث انخفضت نسبة نقص التغذية بمقدار النصف بين عامي 2000 و 2015 والتي بلغت(8,1 % و 4,2 % على التوالي).

 ولفتت إلى أنه وبالرغم من أن المرأة تقوم بدور رئيسي في تعزيز الامن الغذائي في المجتمع، الا أن مشاركتها الاقتصادية في الأردن ما زالت متدنية، مبينة أن بعض النساء تشارك  بأنشطة مدرّة في دخل الاسرة من خلال إنتاج الأغذية من داخل المنزل، غير أن نسبة النساء اللاتي يعملن في الزراعة تبلغ فقط 0,6 %، إلى جانب محدودية تملكهن للأراضي، وارتفاع نسبة من يعملن في القطاع غير المنظم، وانخفاض قدرتهن على الحصول على التمويل الرسمي مقارنة بالرجال، إلى جانب المشاكل التسويقية.

 

وبين المجلس الأعلى للسكان في البيان أن الحكومة الأردنية اتبعت عدة إجراءات احترازية لتوفير الغذاء في ظل جائحة فيروس كورونا أهمها برنامج دعم الخبز للفقراء، وتقديم المواد الأساسية ومنها الغذاء بأسعار مخفضة من خلال المؤسسات الاستهلاكية المدنية والعسكرية للفئات العاملة بالمياومة واللاجئين السّوريين في المخيّمات، ومنح قروض بدون فائدة للمزارعين لتنفيذ المشاريع الزراعية وخاصة لصغار المزارعين والنساء، ورفع مهارات النساء وخاصة في المجتمعات المحلية الريفية لإنتاج الغذاء المنزلي والزراعة العضوية والحصاد المائي بهدف توفير الامن الغذائي، إلى جانب عقد دورات لطرق حفظ اﻟطﻌﺎم للاستهلاك اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ.

وأضاف انه وعلى الرغم من هذه الانجازات الا أن الأردن يواجه مجموعة من التحديات في سبيل تعزيز الامن الغذائي نتيجة ارتفاع الطلب المتزايد على الغذاء بسبب ارتفاع معدلات النمو السكاني "وبخاصة الهجرات السكانية القسرية" المقترن بأنماط استهلاك غير مستدامة، والزحف العمراني على الأراضي الزراعية، مما أدى إلى التصحر وانحسار المساحات المزروعة بسبب قلة المياه، والاستخدام الجائر لأحواض المياه الجوفية، وارتفاع كلف الإنتاج، واغلاق المنافذ الحدودية بسبب عدم الاستقرار السياسي في المناطق المجاورة، بالإضافة للتغير المناخي وتداعياته.

وأشار إلى أن نقص العمالة بسبب انتشار فيروس كورونا وتوقف عمليات النقل وإجراءات الحجر الصحي، حدت من القدرة على الوصول للأسواق، وبالتالي أدى ذلك لنقص القدرة الشرائية الذي من شأنه أن يغير من الأنماط الغذائية بين الأفراد، ويؤدي إلى ضعف التغذية الصحية.

ولضمان الحصول والوصول وسلامة وجودة واستدامة الغذاء، أوصى المجلس بتعزيز الإنتاجية الزراعية كمصدر للتزود الغذائي، وتحسين إنتاجية المياه، واستخدام التقنيات المُوفّرة للطاقة في الإنتاج الزراعي، والحد من تأثيرات التغير المناخي، وزيادة معدلات الإنتاج المحلي من الأغذية لتقليل الاستيراد من الخارج، وتفادي أي تقلبات في الأسواق العالمية أو أحداث تؤدي إلى وقف البلدان المنتجة للتصدير على غرار ما حدث في الأسابيع الأولى من انتشار فيروس كورونا عالميا،ً وتقوية المشاركة الفعّالة للمرأة الريفية في قطاع الزراعة، مبيناً أن تصنيع الأغذية المنزلية بات ضرورة ملحّة في ظل الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، حيث نجحت كثير من العائلات في إنتاج الأغذية الأساسية داخل المنازل، مما حقق وفورات مالية لها وكفاها التزاحم على الشراء.