شركاء في صناعة المستقبل
الأردن يترأس اجتماعاً للمجلس العربي للسكان والتنمية لمناقشة تأثيرات جائحة فيروس كورونا " كوفيد –19"على السكان في الدول العربية
الأردن يترأس اجتماعاً للمجلس العربي للسكان والتنمية لمناقشة تأثيرات جائحة فيروس كورونا " كوفيد –19"على السكان في الدول العربية
الخميس, 21 أيار 2020

ترأس الأردن ممثلاً بالأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان ورئيسة المجلس العربي للسكان والتنمية/جامعة الدول العربية الدكتورة عبلة عماوي اجتماعاً للمجلس العربي للسكان والتنمية، والذي عقد اليوم الاربعاء عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بتنظيم من جامعة الدول العربية/ قطاع الشؤون الاجتماعية وإدارة السياسات السكانية والامانة الفنية للمجلس العربي، وبمشاركة أعضاء المجلس من رؤساء المجالس واللجان الوطنية للسكان في الدول العربية، وخبراء في مجال السكان والتنمية.

 وهدف الاجتماع الذي شاركت به ايضاً الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة د. هيفاء أبو غزالة، والمدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان/ مكتب الدول العربية د. لؤي شبانه، إلى مناقشة تأثيرات جائحة فيروس كورونا المستجد على السكان في الدول العربية والسيناريوهات المختلفة الخاصة بانتشارها، وبحث الدور الذي تلعبه المجالس السكانية في خطط الاستجابة.

وأكدت عماوي خلال الاجتماع على أن جائحة فيروس كورونا نجم عنها تحديات خطيرة في مختلف المجالات تأثرت بها الدول العربية، حيث يرتبط العديد منها بالعوامل الديموغرافية والتركيب العمري والنوعي للسكان، مبينة انه وعلى الرغم من التركيبة العمرية الفتية للسكان في هذه الدول الا أنها تتميز بمعدلات نسبية مرتفعة للأمراض المزمنة التي يمكن أن تزيد من معدل الوفيات الناجمة عن هذه الجائحة، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان وضغط الدم والفشل الكلوي.

وأشارت عماوي أن الجائحة أظهرت الحاجة إلى وجود استراتيجيات فاعلة لإدارة الازمات والطوارئ، وضرورة وجود اطر شامله للحماية الاجتماعية بما في ذلك تغطية صحية شاملة وضمان اجتماعي وتعويض البطالة، وتعزيز البحث العلمي وتخصيص ميزانية للمراكز العلمية والبحثية، بالإضافة لأهمية الاستثمار بتكنولوجيا المعلومات، وضرورة تفعيل دور منظمات المجتمع المدني، وتوفير البيانات والمؤشرات السكانية الضرورية لتحقيق استهداف أفضل للفئات الهشة، وتوفير اطر الرصد والمتابعة، وتعزيز دور وسائل التوعية.

ولفتت إلى أن المجلس الأعلى للسكان كان له دور مهم خلال هذه الازمة من خلال تسليط الضوء على الخصائص المختلفة للسكان والتي تلعب دوراً اساسياً في تحديد الفجوات والاولويات الواجب اخذها بعين الاعتبار عند صياغة السياسات والخطط لدعم الفئات المجتمعية المختلفة بصورة تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية في ظل تداعيات هذه الجائحة، بالإضافة إلى تقديم السيناريوهات المتوقعة للإصابات، وبيان أثر الجائحة على الفئات الواجب حمايتها ومنهم اللاجئين، كبار السن، ذوي وذوات الاعاقات، الاسر التي ترأسها النساء، ذوي وذوات الامراض المزمنة والفقراء.

وركز الاجتماع على مناقشة الانعكاسات المحتملة لجائحة فيروس كورونا على مستقبل السكان في العالم العربي، والتحديات التي تواجهها هذه الدول في احتواء تداعياتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والظروف السياسية، إلى جانب بحث الاجراءات والسياسات السكانية التي يمكن للدول العربية اتخاذها لمواجهة عواقب هذه الجائحة وخاصة على الفئات المتضررة والفئات الاكثر هشاشة.

وناقش الاجتماع ايضاً عدداُ من التقديرات والسيناريوهات الافتراضية المتعلقة بالإصابات والوفيات المتوقعة، والتي تساعد على تقديم تصور حول ما قد يحدث في المستقبل لتفشي فيروس كورونا، وتستخدم كأداة تخطيط للسياسات والاستراتيجيات المستقبلية للمساهمة في التخفيف من التأثير المحتمل لانتشار الجائحة، كما تم دراسة الآثار بعيدة المدى للجائحة وتأثيرها على جني الدول العربية لثمار العائد الديموغرافي وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

وجرى ايضاً بحث دور المجالس واللجان الوطنية للسكان في تعزيز الاستجابات الوطنية للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا واثارها على السكان، إلى جانب تقييم الاجراءات الاحترازية وأثرها على تحقيق التنمية المستدامة والسياسات السكانية، ومناقشة سبل الاستفادة من التجارب العربية والممارسات الفضلى في مواجهة والحد من انتشار هذه الجائحة.

يشار إلى أن المجلس العربي للسكان والتنمية يأتي تحت مظلة جامعة الدول العربية، ويترأس الأردن دورته العادية الأولى، ويهدف إلى توحيد الجهود العربية في دعم ومساندة القضايا السكانية والتنموية، وتقديم الدعم الفني للدول الاعضاء لمواكبة المستجدات الدولية والاقليمية، ومساعدة المجالس واللجان الوطنية للسكان في وضع استراتيجيات وطنية للسكان وبما يتناسب مع احتياجاتها الوطنية، وربط البعد السكاني بمحاور وآليات التنمية المستدامة.