الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان ا.د عيسى المصاروه يبين مساهمة الحالة الديموغرافية في الأزمة المرورية.
الازدحامات المرورية في وطننا متوقعة منذ عقود وسوف تشتد، لكن لماذا؟
والحالة الديموغرافية تقف كأهم سبب وراء الأزمة المرورية، ونقدم هنا الأدلة بصورة موجزة!
إن من مهام المجلس رصد وتحليل البيانات التي تتصل بعناصر الحالة الديموغرافية في وطننا وتوضيح التبعات المترتبة على هذه الحالة على كافة القطاعات والاحتياجات الوطنية، ومنها بلا شك الحالة المرورية على طرقاتنا والتحديات المرتبطة بهذه الحالة. إن الأزمة المرورية في مدننا هي الحديث اليومي للناس وهي مبعث تذمرهم المستمر، ولم يغفل خبراء ومهندسو الطرق والمرور في وطننا عن وضعنا المروري، بل نال منهم حقه من الدراسة والتفسير والتحليل للأسباب الهندسية والتنظيمية المسؤولة عنه، وقدموا حلولاً له.
تعمل الأمانة العامة للمجلس الأعلى للسكان وفق الإدراك الذي مفاده أن المتغيرات والاتجاهات الديموغرافية لا بد أن تهدي وترشد متخذ القرار، لأنها مسائل كلية تؤثر في كافة جوانب حالتنا الوطنية والخاصة، فأعداد السكان ليست أرقاماً بل احتياجات. إن إدارة السير في وطننا تدير حالتنا المروروية بكل مهنية وكفاءة، ولكن ليس لها يد في ما آلت إليه هذه الحالة، ولتوضيح كل ما ذهبت إليه سالفاً، أسوق الأسباب الديموغرافية التي أدت إلى الأزمة المرورية التي نعايشها اليوم:
وبعد، ما هو الحال الناجع طويل الأجل؟ (1) يبدو أن لا مفر من إنشاء مدينة جديدة كبرى في منطقة بعيدة في جنوب عمان وأخرى بعيدة في شرق مدينة اربد، تتوفر يها خدمات الصرف الصحي التي تفتقر إليها معظم المناطق الجديدة التي فاض عليها العمران الحضري المرخص، فحماية البيئة من عواقب غياب شبكة لصرف المياه العادمة من المنازل أمر ضروري، لما لذلك من صلة بجودة المياه الجوفية والصحة العامة للسكان.
(2) كما أن هناك حاجة ماسة إلى قانون لاستعمالات الأراضي يحل مكان قانون تنظيم المدن والقرى الحالي الذي أسهم هو الآخر في الأزمة المرورية بدل أن يكون ميسراً لها.
(3) ومن الجدير بالذكر هنا، أن رؤية التحديث الاقتصادي 2023-2033 تضمنت مبادرات محددة وصريحة لحل المعضلة المرورية وحماية الاقتصاد الريفي والبيئة، فذكرت بصورة جلية تنفيذ ما يلي بحلول عام 2025: "تعزيز استخدام أدوات التخطيط الحضري واستكمال تحديث خارطة استعمالات الأراضي 2007، وتعديل نظام تنظيم استعمال الأراضي وتعديلاته رقم (6) لسنة 2007، ومراجعة وتعديل قانون تنظيم المدن والقرى والأنظمة المنبثقة عنه من أجل تطبيق معايير مدن المستقبل".