يصادف تاريخ 12 آب من كل عام اليوم العالمي للشباب، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 كانون أول 1999، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهم شركاء أساسيين في التغيير، كما يعتبر هذا اليوم فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه هذه الفئة في كل أنحاء العالم، ويأتي الاحتفال لهذا العام تحت شعار "النهضة بالتعليم"، وذلك لتسليط الضوء على الجهود المبذولة — بما في ذلك جهود الشباب أنفسهم — لإتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب، وتأكيداً على أهمية الهدف الرابع من خطة التنمية المستدامة لعام 2030 والذي ينص على "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع".
ويُعد التعليم المتاح والشامل أمراً بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة فهو "مُضاعِف للتنمية"‘ ‘ نظراً لدوره المحوري في تسريع التقدم المحرز في جميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر ذات الصلة به والمتعلقة بـ (القضاء على الفقر، الصحة الجيدة، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق والنمو الاقتصادي، الحد من التفاوت، العمل في مجال المناخ، إنشاء المجتمعات المسالمة)، حيث يجب أن يؤدي التعليم إلى نتائج تعليمية ذات صلة وفعالة من حيث مناسبة محتوى المناهج الدراسية للأغراض المرادة منها، وأن تكون ملائمة كذلك للفرص والتحديات المغيرة للسياقات الاجتماعية، وملائمة للثورة الصناعية الرابعة ومستقبل العمل.
ويراد من اليوم العالمي للشباب لعام 2019 البحث في كيفية تركيز الحكومات والشباب والمنظمات المعنية وأصحاب المصلحة بقضايا الشباب على النهضة بالتعليم، بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وفي الأردن، فقد تم وضع الاستثمار في التعليم على رأس سلم أولوياته الوطنية ضمن إطار الاعتماد على القدرات البشرية وتنافسيتها في تحقيق الازدهار، وبالرغم من افتقاره للثروات الطبيعية فقد حقق خطوات ملموسة في تنمية وتطوير الموارد البشرية، والارتقاء بالتعليم بمختلف مستوياته، وتوفير إطار واضح لجميع القطاعات المعنية بالتعليم، ومن أبرز هذه الخطوات:
وانعكس الاهتمام الكبير للأردن بقطاع التعليم على الانجازات التي تم تحقيقها في هذا المجال، ومن أبرز مؤشرات ذلك:
وحسب الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم (2018-2022)، فقد بلغ معدل الالتحاق الإجمالي بين الأردنيين (2015 / 2016) 79.5% في الروضة الثانية وبما نسبته (80.6% بين الذكور و78.3% بين الإناث)، وبلغ معدل الالتحاق في المرحلة الأساسية 123.9% حيث بلغ المعدل بين الذكور 124% وبين الاناث 123.9%، كما بلغ معدل الالتحاق في المرحلة الثانوية 98% وبما نسبته (91.3% بين الذكور، 105.5% بين الاناث).
وعلى الرغم من هذه الإنجازات في مجال تعليم الشباب، الا أنه يوجد العديد من العقبات التي تعترض مسيرة الأردن في تحقيق النهضة بالتعليم، ومن أبرزها:
ونظراً لكون شريحة الشباب في المجتمع الاردني ممن هم في سن (15-24 سنة) تشكل 20% من مجمل السكان، أي ما يزيد عن مليوني شاب وشابه حسب تقديرات دائرة الإحصاءات العامة لعام 2018، وهذه النسبة مرشحة للزيادة في ضوء مرحلة التحول الديموغرافي التي يمر بها الأردن، فإن الاستفادة من التغير في الهيكل العمري للسكان وتحويله إلى فرصة حقيقية للتنمية تتطلب: