شركاء في صناعة المستقبل
المجلس الأعلى للسكان وشيرنت الأردن يعقدان لقاءً إقليميًا حول تضمين الصحة الإنجابية في مناهج التعليم حسب المراحل التعليمية
المجلس الأعلى للسكان وشيرنت الأردن يعقدان لقاءً إقليميًا حول تضمين الصحة الإنجابية في مناهج التعليم حسب المراحل التعليمية
الأحد, 20 تشرين الأول 2024

نظم المجلس الأعلى للسكان وشير نت الأردن لقاءً إقليميًاً لعرض ومناقشة منتجات معرفية أُعدت من قبل خبراء تربويين من جمهورية مصر العربية والجمهورية اللبنانية والمملكة الأردنية الهاشمية، وتم تمويل إعداد هذه المنتجات بمنحة من الشيرنت العالمي، وتتعلق هذه المنتجات بالحاجة وبالسبل لتضمين مفاهيم الصحة الإنجابية في مناهج التعليم بصورة متدرجة بحسب التطور النمائي للأطفال واليافعين وبحسب المرحلة التعليمية.

رعى هذا اللقاء الذي عقد على مدار يومين، رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الأستاذ الدكتور محي الدين توق والأمين العام للمجلس الأعلى للسكان الأستاذ الدكتور عيسى المصاروه. وشارك في اللقاء تربويون من مصر والمغرب ولبنان وتونس، وشارك من الأردن مختصون من المركز الوطني لتطوير المناهج، الجامعة الأردنية، صندوق الأمم المتحدة للسكان، الجمعية الملكية للتوعية الصحية، وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، وزارة التربية والتعليم، وزارة الشباب، وزارة الصحة، الاونروا، مديرية التربية والتعليم والثقافة العسكرية، وكالة الأنباء الأردنية- بترا.

وقدم الدكتور أكرم حسن من وزارة التربية والتعليم المصرية ورقة تضمنت إطاراً مفاهيميًا مقترحاً لتضمين مفاهيم الصحة الإنجابية في المرحلتين الإعدادية والثانوية وفقا للمفاهيم والاعتبارات الخاصة بمضامين هذه الصحة وحاجات الطلبة في هاتين المرحلتين، وشمل الإطار المقترح توضيحًا للفئات المستهدفة والهدف من الإطار والمفاهيم المقترح تضمينها للمرحلتين وآليات تطبيقه ومصفوفة تتضمن المعايير المقترح تضمينها ونماذج للأنشطة المقترح تطبيقها للمرحلتين.

وعرضت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء في لبنان الأستاذة  الدكتورة هيام اسحق  ووائل قازان/ من المركز التربوي،  دراسة عن "مدى جهوزيّة المربّين في لبنان لإرساء الكفايات المتعلّقة بالتّربية الجنسيّة والصّحّة الإنجابيّة"، واستندت الدراسة على منهجية نوعية وكمية بهدف التعرف على مدى جهوزيّة المربّين في لبنان من النّاحية التّقنيّة والنّفسيّة لتناول مثل هذه المواضيع من أجل تطبيق دمج المفاهيم المتعلّقة بالتّربية الجنسيّة والصّحّة الإنجابيّة في مناهج التّعليم العامّ ما قبل الجامعيّ في لبنان، وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات.

أما الدراسة المقدمة من الدكتور ذوقان عبيدات وفريق من التربويين في الأردن فكانت بعنوان "تحليل منهاج رياض الأطفال التطوّري في الأردن وفق مجالات الصحة الجنسية"، وقد هدفت هذه الدّراسة إلى الكشف عن واقع تضمين منهاج رياض الأطفال التطوُّريّ في الأردن للمفاهيم المتعلقة بهذه الصحة وخرجت الدراسة بمجموعة من التوصيات.

وأكد رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الأستاذ الدكتور محي الدين توق في كلمته خلال هذا اللقاء أن المعرفة بالصحة الجنسية والإنجابية وإمكانية الوصول إلى الرعاية الكافية يمكن أن تُحدث تغييراً في حياة الأفراد، لذلك تُعد التوعية بالصحة الجنسية والإنجابية وضمان معرفة الأشخاص للمعلومات الصحيحة والدقيقة بها أمراً غاية في الأهمية، مبيناً أن ما تم إنجازه من منتجات معرفية والتي جاءت على هامش هذا اللقاء كفيلة للمساهمة في رسم خارطة الطريق للمراحل القادمة، في ظل عدم وجود تباين بين الدول الثلاث سواءً بالسياق الاجتماعي أو التجارب التربوية، ومن هنا تأتي أهمية تبادل الخبرات كونها تعطي انطباعاً كبيراً إلى حد ما عن الواقع في هذه الدول الثلاث.

ومن جانبه، بين أمين عام المجلس الأعلى للسكان الأستاذ الدكتور عيسى المصاروه أن  المنتجات  المعرفية تأتي لتساعد في الإستجابة لتوصيات عدد كبير من البحوث والتقارير الأردنية والعالمية المنشورة عن اليافعين والشباب وعن الكتب المدرسية وعن مواقف المعلمين نحو تناول المعارف الجنسية والإنجابية في الكتب المدرسية وعن العلاقة بين الآباء والأبناء حول تناول مواضيع تتعلق بحاجات اليافعين إلى المعرفة والتوعية والحماية في مجال الصحة الإنجابية والجنسية. فقد أظهرت  الدراسات مدى حاجة اليافعين والشباب إلى المعرفة عن مرحلة البلوغ وعن كيفية حماية صحتهم الجنسية والإنجابية وعن الحاجة إلى دور أكبر للمناهج والمربين خاصة بوجود ضعف في التواصل بين الآباء والأمهات والبنات والأبناء حول هذه الموضوعات. وتؤكد نتائج البحوث التي بين أيدينا أنه يتعين تلبية الحاجة إلى المعرفة والحماية التي يحتاجها اليافعون والشباب في بلادنا، وإن تعزيز سُبل التشاركية في التباحث والتدارس مع كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية والإفادة من الممارسات الفضلى على المستوى الإقليمي بما  يتلائم وسياقنا الثقافي والاجتماعي هو نهجنا في المجلس الأعلى للسكان للتعامل مع مواضيع صحة اليافعين والشباب من أجل تهيئة بيئة سياسات وبرامج مواتية لدعم وتقوية عناصر الحماية، وتقليص الأخطار التي يتعرض لها اليافعون والشباب، خاصة في عصر الاتصال الرقمي المفتوح على كل ثقافات عالمنا المعاصر.

وبدوره، بين مدير الدراسات والسياسات في المجلس الأعلى للسكان/ منسق شير نت الأردن علي المطلق أن هذه المنح تم تقديمها والإعلان عنها من قبل شير نت الأردن خلال المؤتمر الاقليمي الذي عقد في الأردن حول التربية الجنسية الشاملة ومدى إدماج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج الدراسية، والذي عقد في شهر نيسان الماضي بناء على النقاشات والمدولات التي قدمت من الدول المشاركة (الأردن ومصر ولبنان وتونس والمغرب)، مؤكداً على اهمية  الاستفادة من تجارب الآخرين وتعزيز تطوير الأفكار والمبادرات الجديدة لانتاج مزيد من الابحاث والدراسات العلمية الفاعلة، وتبادل الخبرات والتجارب لبناء سياسات وممارسات لفائدة الصحة الجنسية والإنجابية.

وفيما يتعلق بنتائج المنتج المعرفي من الدراسة الأردنية حول تحليل منهاج رياض الأطفال التطوّري في الأردن، فقد هدفت هذه الدّراسة إلى الكشف عن واقع تضمين منهاج رياض الأطفال التطوُّريّ في الأردن مفاهيم التربية الجنسيةومفرداتها، فقد كان مجتمع الدراسة جميع مكونات منهاج رياض الأطفال التطوّري وهي: وثيقة الإطار الخاص، ونتاجات التعلّم العامة والخاصة، ووحدات دليل النشاطات العملية للمعلّمة، وكراسة الطفل، والقصص والبطاقات.

وأظهر التحليل أن الوزن النسبي الكلي لمكونات منهاج رياض الأطفال التطوري في الأردن تراوحت بين (4.14% - 72.93%)، وأن محتوى دليل النشاطات العملية للمعلّمة جاء في الترتيب الأول بوزن نسبي (72.93%)، تلاه في الترتيب "القصص والبطاقات" بوزن نسبي بلغ (22.93%)، وجاء في الترتيب الأخير كراسة الطفل، بوزن نسبي بلغ (4.14%).  

وفيما يتعلق بمجالات كل مكون، فقد بينت النتائج المتعلقة بدليل النشاطات العملية للمعلّمة أن مجال النظافة جاء في الترتيب الأول بوزن نسبي 49.34%، وجاء في الترتيب الثاني مجال العلاقات والتنمر بوزن نسبي 22.71%، تلاه في الترتيب الثالث مجال الغذاء بوزن نسبي 14.41%، وجاء مجال الأسرة في الترتيب الرابع بوزن نسبي 5.24%، وجاء مجال التربية الجنسية في الترتيب الخامس بوزن نسبي 2.18%.

أما فيما يتعلق بالنتائج الخاصة بالقصة، فقد حل مجال العلاقات والتنمر في الترتيب الأول، بوزن نسبي 22.22%، تلاه في الترتيب الثاني مجال النظافة بوزن نسبي 20.83%. وفيما يتعلق بنتائج الكراسة، جاء مجال الأسرة في الترتيب الأول بوزن نسبيّ 61.54%، وجاء في الترتيب الثاني مجالا الغذاء والتربية الجنسيّة بوزن نسبيّ 15.38%، تلاه في الترتيب الثالث مجال الحقوق بوزن نسبيّ 7.69%.

ومن أبرز توصيات الدراسة الأردنية، إعداد مصفوفة بالمفاهيم، والمهارات والقيم ذات الصلة بالصحة الإنجابية في مرحلة رياض الأطفال، توزيع المفاهيم والمهارات والاتجاهات ذات الصلة على جميع مواد المنهاج، وضع محتوى قيمي في نصوص القصص ورسومها وتضمين الأناشيد الواردة في دليل النشاطات العملية للمعلّمة بعض مفاهيم الصحة الإنجابية، إجراء دراسات تحليل محتوى لمناهج المباحث المختلفة في مختلف المراحل الدراسية وبناء مصفوفة شاملة لمفاهيم الصحة الإنجابية اعتماداً على دراسات تحليل محتوى المناهج كافة بهدف تعزيز إدماج مفاهيم الصحّة الإنجابية فيها.

وتضمن اللقاء جلسة نقاشية حول نتائج ومضامين المنتجات المعرفية، أدارتها عميدة كلية التمريض بالجامعة الأردنية الأستاذة الدكتورة أريج عثمان. وفي سياق متصل، جرى خلال اللقاء عرض المنتجات المعرفية للجنة إدماج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية في المناهج الدراسية المشكلة من قبل شير نت الأردن والمجلس الأعلى للسكان، حيث قدمت روناهي الكردي من وزارة التربية والتعليم الأردنية تقريراً حول مفاهيم التربية الجنسية في المناهج الدراسية ( تطويع دليل اليونسكو للسياق الأردني)، فيما قدم الدكتور زياد العبيسات من المركز الوطني لتطوير المناهج عرضاً حول دليل إدماج مفاهيم الصحة الجنسية والإنجابية ومهاراتها في المناهج الدراسية.